الانتظار والمنتظرون

(٣٥٢) اَلّلهُمَّ اِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبيحَةِ يَومي...

اَلّلهُمَّ اِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبيحَةِ يَومي هذا وَما عِشْتُ مِنْ اَيّامي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَه في عُنُقي لا أَحُولَ عَنْها وَلا أَزُولَ.
1) هل يمكن أن نفهم من هذه العبارة أن الإمام الصادق (عليه السلام) في زمن إمامته الخاصة به وفي الوقت الذي تجب طاعته على الإنس والجن يرى أن عليه وجوب البيعة لصاحب العصر (عجّل الله فرجه)؟ لأن الإمام (عليه السلام) يقول: أجدد له بيعة في عنقي؟
2) بناء على المقطع المذكور من دعاء العهد هل يمكن أن نفهم أن المعصوم الذي تجب طاعته وبيعته فعلاً يعلن بيعته وطاعته للمعصوم الآخر الذي تجب طاعته وبيعته؟
3) هل ما تقدم يشمل باقي الأئمة (عليهم السلام) أم لا؟


بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: يمكن القول: إن هذه الفقرة وغيرها وردت على سبيل تعليم المنتظرين وجوب البيعة عليهم لإمامهم، وما أكثر ما يستعمل الأئمة (عليهم السلام) هذا الأسلوب لتعليم أتباعهم، كما في أدعية الاعتراف بالذنوب والاستغفار منها، حيث قيل في أحد تخريجاتها إنها لتعليم الأتباع طريقة الاستغفار...
ثانياً: بناءً على الصحيح من أفضلية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على من عدا أصحاب الكساء (عليهم السلام) كما روي عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): إن الله (عزَّ وجلَّ) اختار من كل شيء شيئاً، اختار من الأرض مكة، واختار من مكة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة، واختار من الأنعام إناثها، ومن الغنم الضأن، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعلياً من بني هاشم، واختار منّي ومن علي الحسن والحسين، وتكملة اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم، وهو ظاهرهم، وهو أفضلهم، وهو قائمهم. [الغيبة للنعماني: ص73، ب4، ح7]
وقول الإمام الصادق (عليه السلام) في حقّه (عجّل الله فرجه) لما سُئل هل ولد القائم؟ فقال: لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي. [الغيبة للنعماني: ص252، ب13، في صفة جنوده ح46]
وقول الإمام الرضا (عليه السلام) في حقّه (عجّل الله فرجه): بأبي وأمي سمّي جدّي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وشبيهي وشبيه موسى بن عمران (عليه السلام)، عليه جيوب النور، يتوقد من شعاع ضياء القدس. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص370 – 371، ب35، ح3]
فيمكن القول بوجوب بيعة الأئمة الثمانية (عليهم السلام) للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تماماً كما قلنا بوجوب بيعة الأنبياء (عليهم السلام) عموماً للرسول الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) حتى قبل زمان وجودهما، وحتى في زمن الأنبياء (عليهم السلام) حيث كانوا هم الحجج في أوقاتهم، ففي تفسير ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ﴾ [الصافات: 83] أُوّلت بأن إبراهيم (عليه السلام) من شيعة علي (عليه السلام).
فقد روي عن جابر الجعفي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في رواية:
فقال إبراهيم: وبما تعرف شيعته؟ قال: بصلاة إحدى وخمسين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع، والتختم في اليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين، قال: فأخبر الله في كتابه فقال: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ﴾ [الصافات: 83] [مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني: ج4، ص40]
وكذلك ما ورد من أن الأمر الذي كان للملائكة بالسجود لآدم (عليه السلام) كان لأجل أنّ في صلبه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأمير المؤمنين (عليه السلام).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

الانتظار والمنتظرون : ٢٠١٣/٠٨/٣١ : ٦.١ K : ١
: الشيخ جاويد : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
: هادي عبد الأمير كاظم
: العراق
: السلام عليكم
شكرا للأخ السائل على هذا السؤال الرائع وشكرا للأجابة الشافية
وفقتم
: ٢٠١٣/١٢/٠٣