متفرقة

(٨٨٦) الشيعة سوف ينحرفون عن الإسلام

ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام): والله لتُغربُلَنَّ ثُمَّ لتُغربُلَنَّ ثُمَّ لتُغربُلنَّ...
هل يعني هذا الحديث الشريف أن الشيعة سوف ينحرفون عن الإسلام الصحيح، أو يقل عددهم أو يقل المؤمنون الملتزمون منهم أم ماذا؟
وهل سينتشر مذهب الشيعة أو يقل عددهم تزامناً مع قرب الظهور؟


بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة التشيع لأهل البيت (عليهم السلام) عقيدة وسلوك، وملاكه وأساسه اتباع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)، والالتزام بطريقتهم ومنهجهم، وقد يدخل فيه من ليس منه حقيقة لأي سبب من الأسباب، ولكي يعرف الصادق من غيره يمتحن الله عباده ويمحصهم ليتميز المؤمن عن سواه، وهي سنة الله تعالى الجارية في عباده يقول تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾، ويقول تعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾، ولأن الدولة المهدوية وبما تمثله من مشروع إلهي يتحقق بها العدل والقسط لجميع الناس ولكنها إنما تقوم بالإمام القائم (عجّل الله فرجه) وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) بالخصوص، فقد سأل عبد الحميد الواسطي الإمام الباقر (عليه السلام) عن دور الشيعة في الدولة المهدوية ومالهم وما عليهم: قلت: فنحن يومئذ والناس فيه سواء؟ قال: لا، أنتم يومئذ سنام الأرض وحكامها، لا يسعنا في ديننا إلا ذلك. [الكافي للشيخ الكليني: ج8، ص81]
وبطبيعة الحال فهذا الدور الكبير والخطير يستدعي التفريق والتمييز بين الصفوف، وبين التابعين الحقيقيين لهم (عليهم السلام) عن غيرهم، فأنت لا تجد اليوم أحداً من المسلمين وعلى اختلاف مذاهبهم وفرقهم إلا ويزعم حبه لأهل البيت (عليهم السلام)، وكما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد أحداً يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا. [وسائل الشيعة للشيخ الحر العاملي: ج9، ص486]
ولأجل ذلك سيظهر الكثير ممن يدّعون التشيع زوراً وكذباً وهم في حقيقتهم متشيعة، فقد روى الكليني: عن مهزم الأسدي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه ولا يمتدح بنا معلنا ولا يجالس لنا عائباً ولا يخاصم لنا قالياً، إن لقي مؤمناً أكرمه وإن لقي جاهلاً هجره، قلت: جعلت فداك فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة قال: فيهم التمييز وفيهم التبديل وفيهم التمحيص. [الكافي للشيخ الكليني: ج2، ص238]
وعلى ضوء ذلك فإن النجاة والسلامة في سُنة الامتحان والاختبار، إنما تتحقق بالاتباع الصادق للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وآله الأطهار (عليهم السلام)، سواء أقل عدد هؤلاء الصادقين أم كثر، فإن الانتماء للتشيع هو معنى يتجاوز الانتماءات القبلية والقومية، وإنما الفوز والفلاح هو العنوان الأبرز للتشيع، كما ذكرت ذلك روايات المخالفين قبل غيرهم، فقد روى أحمد بن حنبل في كتابه (فضائل الصحابة) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يا علي أبشر فإنّك وأصحابك وشيعتك في الجنّة. [فضائل الصحابة لابن حنبل: ج2، ص654]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

متفرقة : ٢٠٢١/٠٢/١٩ : ٢.٣ K : ٠
: علوية زهراء الكاظمي : مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)
التعليقات:
لا توجد تعليقات.